لا ترهق رومين تلالها المتواضعة وأوديتها بانحدارات حادّة تتماثل بمرتفعات إقليم التفاح، بل تنسدل البلدة المأهولة على تلّ يتدرّج ببطء من صربا جارتها الشرقية حتى تودّع الإنحدار بوادٍ وإنحراف نحو الشمال كلّما دنت من حومين التحتا.

          التسمية تعود إلى Roumin أيّ الهضبة العالية، ويقال أنّ الرّومان أقاموا فيها فحملت إسمهم، وحرّفت اللهجة العامية حرف الألف إلى ياء فأصبحت رومين.

          أبناء رومين يتعدّون الألفي نسمة ويقيم ثلثهم خارجها وفي العاصمة بيروت، ويصل تعداد بيوتها إلى نحو 350 وحدة تنتشر على جانبي الطريق العام التي تشقّها نصفين بمسافة طويلة تصل إلى حدّ كيلومترين، ما جعل هذه البيوت متفرّقة أحياناً، ملتّمة في الوسط، وفي حارات عديدة أهمّها: الحارة الفوقا، التحتا، البيدر والبيّاض.

          تحوطها صربا من الشّرق وحومين التحتا ومزرعة الخريبة من الشمال، وعزّة واركيه غرباً، ومجرى نهر الزهراني ودير الزّهراني جنوباً، تتبع إداريّاً مزرعة "حميلة" المستقلّة عقارياً ومملوكة من آل الزّين وفيها بضعة بيوت، وتشتهر بحرجها السنديانيّ الجّميل الذي جعله موقعه ورونقه مرتعاً للصّيد.

          تنتشر فيها المغاور المدفنيّة والنواويس في محلّة "ظهر نسور" شماليّ البلدة، وحملت بعض الصّخور الكبيرة نحوتاً مختلفة، وفيها كذلك بيوت تراثيّة ومعصرة قديمة، وكانت البلدة قديماً مملوكة من إسماعيل الزين، وله فيها دار وعلّية مسقوفة بالقرميد ما زالت قائمة حتى اليوم، وقد آلت إلى أحد أبناء البلدة مثلما آلت مختلف عقاراتها.

          تبعد رومين 62 كيلومتراً عن بيروت، و21 كيلومتراً عن مدينة النبطية، وقد تقلّصت هذه المسافة بعد شقّ طريق آخر يوصلها بالنبطيّة عبر دير الزهراني، ترتفع 400 متر ونيفاً عن سطح البحر، وتبلغ مساحتها نحو خمسة كيلومترات مربّعة ونصف الكيلو ويعتاش المقيمون في البلدة من زراعة الزيتون (نحو عشرين ألف شجرة) والكرمة، والتين واللوز والرّمان وبعض الزراعات الموسميّة، عدا عن صناعة الصّابون، وبرزت فيها منذ نحو ثلاثين عقداً صياغة الذّهب و "التكفيت" وإعادة تصنيعه مع الفضّة والأحجار الكريمة، بعدما توافرت نحو خمسة معامل مع معدّاتها اللاّزمة، بيد أن هذه الصّناعة تراجعت مؤخّراً بعد تفّوق المستورد على المحليّ، في وقت ظلّ العديد من أبناء البلدة يتاجرون بها.